روائع مختارة | قطوف إيمانية | في رحاب القرآن الكريم | الثبات بالقول الثــابت!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > في رحاب القرآن الكريم > الثبات بالقول الثــابت!


  الثبات بالقول الثــابت!
     عدد مرات المشاهدة: 3683        عدد مرات الإرسال: 0

قال تعالى: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} [إبراهيم: 27].

توحيد الله عز وجل هو سفينة النجاة للمؤمنين في الدنيا والآخرة، كما أن الشرك هو عامل السقوط وسببه في الدارين، ولذلك لا تجد المؤمن الموحد إلا ثابتا عند الشدائد والمصائب والفتن، فهو على نور من ربه، وعلى يقين به سبحانه، ما في قلبه إلا الله عز وجل، ليس كالمشرك الذي تتنازعه الآلهة المتعددة، فتخوفه وتتجاذبه وتشتته، ولذلك قال عز وجل: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء}.

وقد أورد أهل التفسير أقوالا عدة لتثبيت الحياة الدنيا والآخرة، يقول ابن كثير: قال البخاري: عن البراء بن عازب، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المسلم إذا سُئل في القبر، شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}.

وقال سفيان الثوري، عن أبيه، عن خيثمة، عن البراء في قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَة} قال: عذاب القبر.

وقال المسعودي، عن عبد الله بن مخارق، عن أبيه، عن عبدالله قال: إن المؤمن إذا مات أُجلس في قبره، فيقال له: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فيثبته الله، فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم، وقرأ عبدالله: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}.

وقال عبدالرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} قال: لا إله إلا الله، {وَفِي الآخِرَةِ} المسألة في القبر.

وقال قتادة: أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح، {وَفِي الآخِرَةِ} في القبر. وكذا روي عن غير واحد من السلف -تفسير ابن كثير 4/495.

ويقول البغوي: قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}، كلمة التوحيد، وهي قول: لا إله إلا الله {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} يعني قبل الموت، {وَفِي الآخِرَةِ} يعني في القبر، هذا قول أكثر أهل التفسير، قوله تعالى: {وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ} أي: لا يهدي المشركين إلى الجواب بالصواب في القبر. {وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} من التوفيق، والخذلان، والتثبيت، وترك التثبيت    -تفسير البغوي 4/350.

وربما كان من معاني الثبات في الحياة الدنيا وضوح الدليل، وقوة الحجة، والثقة بالمنهج والسبيل، ويقول القرضاوي: المُثبِّت هو الله، لذلك قال: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} يُعطيهم الحُجَّة على أعدائهم، فتجد أهل الإيمان أقوى حُجَّة وأقوى تعبيرًا عن حقِّهم، وعلى بيان باطل خصومهم، كما آتى الله إبراهيم الحجَّة، آتيناها إبراهيم على قومه:{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء} [الأنعام:83].

اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وصل اللهم على نبينا محمد.

المصدر: موقع دعوة الأنبياء.